ريم عساف يشعر ب الحزن الشديد
10 ث

أنا اسمي ليان، عمري 26 سنة.
كنت مخطوبة لشاب اسمه فارس، شكله مرتب، مثقف، ناجح بشغله، والكل كان يحكيلي "أنتِ محظوظة".
كنت فعلاً مصدّقة إني لقيت رجل أحلامي... بس الحقيقة كانت كابوس بثوب ناعم.

كل شي كان طبيعي بالبداية، أو على الأقل "يبدو طبيعي". بس دايمًا في شي بقلبي مو مرتاحة له. ما كنت أقدر أوصفه، بس كنت بحس إني دايمًا ماشية على قشر بيض، خايفة أغلط بكلمة، أزعّله، أجاوب غلط، أو حتى أضحك بوقت مو عاجبه.

كنت أقول: "يمكن عصبي شوي، يمكن مضغوط من الشغل"...
بس الحقيقة كانت أعمق، وأخطر، وأقذر.

قبل يومين من الخطبة، كنت أنا وياه قاعدين نخطط للتفاصيل. فجأة وهو عم يمزح – أو هيك ظنيت – قاللي:

"أنا حابب أعلّقك."
ضحكت، قلتله: "شو قصدك؟"
قلي: "أعلّقك.. يعني أخليكي تتعلقي فيي أكتر، وبنفس الوقت خليكي تحسي إنك دايمًا تحت إيدي... تبكي عشان رضا مني، وتنامي خايفة تخسريني."

وقتها ضحكت ضحكة مجاملة، بس قلبي انكمش.
سألته: "ليش هيك بتحكي؟"
قلي بكل برود:

"أنا ما بحب البنت تكون مرتاحة.. البنت إذا ما بكَت، ما بتعرف تحب. واللي بحبني لازم يتألم عشاني."

هون حسيت أول مرة إني مش مع بني آدم طبيعي.
فارس كان نرجسي.. سادي.. قليل أدب بس متخبي ورا قناع "الشخص المثالي".
كل كلمة كان يحكيها، بتبيّن إنه مش حابب يشاركني حياته... هو حابب يمتلكني.

رجعت عالبيت، وقلبي عم يصرخ "اهربي يا ليان، اهربي!"
بس في صوت تاني كان يقول: "بس الناس شو بدها تحكي؟ بعد ما توزعت الكروت؟ بعد ما جاهزين للخطبة؟"
بس رجعت تذكرت جملة واحدة قالها فارس:

"اللي بحبني لازم يتألم عشاني."

وقفت قدام المراية، وقلت لنفسي:
"أنا ما خُلقت أتألم عشان حد... أنا خُلقت أعيش وأتحب بكرامة."

تاني يوم، ألغيت الخطبة.

أهل فارس جنّوا، أهلي ما فهموا بالبداية، الكل اتفاجأ... بس أنا؟
أنا حسّيت لأول مرة إني حرّة، وناجية من علاقة كانت راح تقتلني ببطء.